الثلاثاء، 20 يناير 2009

وقف إطلاق النار أحادي الجانب... لماذا ؟

لعل الكثيرين تساءلوا عن أسباب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت ليل السبت 17-1-2009 عن وقف إطلاق النار أحادي الجانب ويسري بدءاً من الساعة 2:00 صباحاً (3:00 بتوقيت مكة) من يوم الأحد. إن المتابع للحرب على غزّة منذ بدايتها، يستطيع أن يدرك الأسباب وراء ذلك الاعلان دون تهدئة أو اتفاق مع الفصائل.
أولاً: أرادت إسرائيل بذلك قطع الطريق على فصائل المقاومة وعلى رأسهم كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) من خطف ثمار النصر بإفشال الحرب على غزّة. أي أنها لو أنهت الحرب باتفاق تهدئة ووقف متبادل لإطلاق النار فلا بد لها من الرضوخ لشروط الفصائل والتي لم تتغير منذ قبل بدء الحرب من وقف للعدوان، وسحب للقوات، وفك للحصار وفتح للمعابر. وبذلك أقسى هزيمة لها. أي أن الحرب تكون قد انقلبت ضدها.
ثانياً: تبين عملياً عدم قدرة إسرائيل على حسم المعركة لا من الجو، ولا من البر، ولا من البحر. فبعد مضي 22 يوماً من الحرب، لا زالت الآليات العسكرية غير قادرة على اجتياح القطاع. والصواريخ لا زالت تهطل على البلدات الإسرائيلية. بل طالت أهدافاً أبعد ومناطق أكثر حيوية. وأدخلت صواريخ المقاومة مليون مستوطن إسرائيلي في مجالها.
ثالثاً: فشل جميع أهداف الحرب الإسرائيلية. فعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي لم يعلن عن أهدافه بوضوح وتكتم عليها كي لا يحصل له مثلما حصل في صيف 2006 عندما أعلن عن أهدافه بوضوح فلم يستطع تحقيق أي منها فتبين فشله. إلا أنّ كثيراً من قادته قد صرّح ببعض تلك الأهداف. فلم يستطع تغيير الوضع الأمني أو إسقاط حكم حماس بغزّة كما قالت ليفني. ولم يستطع ايقاف الصواريخ كما صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بل حتى الإقلال منها. كما لم يستطع تدمير البنية التحتية للمقاومة. ولم يستطع الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، بل لم يستطع إرضاخ المقاومة لتهدئة بشروط إسرائيلية. ولزيادة الدلالة على فشل الحرب، إعلان يسرائيل كاتس، عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب الليكود، بأن العملية العسكرية في قطاع غزة قد "باءت بالفشل" حسب تعبيره.
رابعاً: أصبح استمرار الحرب أكثر من ذلك لا يعني سوى خسارة إسرائيل للمزيد من سمعتها وعلاقاتها. بالإضافة إلى تكبدها للمزيد من الخسائر العسكرية من قتل وجرح لجنودها، وتدمير المزيد من آليّاتها في ظل فشلها في إحراز أي تقدم عسكري.
خامساً: كلفة الحرب العسكرية. فحسب تقديرات خبراء اقتصاد إسرائيليون، فإن التكلفة اليومية للحرب على غزّة قد تصل إلى 130 مليون شيكل (43 مليون دولار) وتشمل جميع النفقات العسكرية والتعويضات المدنية للمتضررين. كما أن هناك تقديرات أخرى توصل التكلفة العسكرية للشهر الأول من الحرب إلى 5.5 مليار شيكل (1.44 مليار دولار)، أما باقي التكلفة وهي 5.4 مليار شيكل (1.41 مليار دولار) فهي عبارة عن التعويضات المباشرة وغير المباشرة. (نقلا عن الجزيرة نت). وهذا كله في ظل أزمة مالية عالمية خانقة لم تنجُ منها حتى إسرائيل. وكما ذكرت، فإن الحرب قد فشلت ووصلت إلى طريق مسدود، فلماذا الإستمرار في هذه النفقات الباهظة ؟!
سادساً:
قرب موعد الانتخابات الإسرائيلية. من المعلوم أن موعد الانتخابات الإسرائيلية هو 10/2/2009. وكان من أهداف الحرب هو تحسين صورة كل من إيهود أولمرت وتسيبني ليفني (حزب كاديما) وإيهود باراك (حزب العمل). خصوصاً أن استطلاعات الرأي قبل الحرب كانت قد أظهرت تراجع شعبية هذين الحزبين وتقدم حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو أكبر أحزاب المعارضة. فجاءت الحرب كجزء من الحملة الانتخابية لهذين الحزبين. وبما أن الاستطلاعات أظهرت تحسن شعبيتيهما، فلا داعي لاستمرار الحرب كي لا يظهر عجز الجيش الإسرائيلي أكثر مما ظهر، فيضر بالتالي بشعبيتيهما التي قد تحسنت.
سابعاً: إيحاء المواطن الإسرائيلي بأن إسرائيل قد انتصرت في الحرب وأن العملية العسكرية في قطاع غزّة قد "حققت أهدافها كاملة وربما أكثر" - كما صرح أولمرت عند إعلانه وقف إطلاق النار-، لذلك قررنا الوقف دون الحاجة إلى تهدئة أو اتفاق مع الفصائل. فما الحاجة إلى ذلك إذا كنا قد حققنا أكثر مما نصبوا إليه ؟!
ثامناً: قرب تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة. حيث أن الإدارة الجديدة لا تريد أن استلام مقاليد الحكم على صوت الآلة العسكرية الإسرائيلية والدماء الفلسطينية حتى لاتقع في حرج شديد إذا ما امتنعت عن اتخاذ موقف ضد إسرائيل أو أيدتها في ذلك تحت ذرائع واهية. خاصة وأن الإدارة الأمريكية سواء القديمة أو الجديدة ليس لها إلا الإنحياز الكامل للجانب الإسرائيلي فلا تريد بذلك أن تكشف عن وجهها القبيح من أول يوم لاستلامها مقاليد الحكم !


بوعمر

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف20 يناير, 2009

    احسنت بارك الله فيك

    افضحهم وبين فشلهم .... هذا الجيش المغرور بقوته
    (( انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا فمهل الكافرين امهلم رويدى )

    الحمد لله احداث غزة صحت العالم وبينت معنى الارهاب الحقيقي

    ارجوا منك ان تتكلم على موضوع الارهاب

    مقارنة بين ما يسمونه بالارهاب من الطوائف المسلمه
    وبما يفعلون هم ومن هو الارهابي الحقيقي

    ردحذف